وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون .
[23] وراودته أي: طالبته مرة بعد مرة برفق وسهولة.
التي هو في بيتها وهي زليخا احتالت عليه، وأرادت خدعه عن نفسه لتنال غرضها منه، وكانت تكتم حبه، فخلت به، وتزينت له، وعرفته أنها تحبه، وأنه إن واتاها على ما تريده منه، حبته بمال عظيم، فامتنع من ذلك، ورامت أن تغلبه.
وغلقت الأبواب عليها وعليه، وكانت سبعة.
وقالت هيت لك قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وعاصم، وحمزة، والكسائي، (هيت) بفتح الهاء والتاء من غير همز؛ أي: هلم وأقبل إلى ما أدعوك إليه، وقرأ وخلف: نافع، وأبو جعفر، عن وابن ذكوان [ ص: 408 ] (هيت) بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز، واختلف عن ابن عامر راوي هشام فروي عنه وجهان: بكسر الهاء وضم التاء وفتحها مهموزا في الوجهين، وقرأ ابن عامر، بفتح الهاء وضم التاء من غير همز، ومعناه تهيأت لك. ابن كثير:
قال يوسف لها عند ذلك: معاذ الله أستجير بالله مما دعوتينيإليه.
إنه ربي المعنى: زوجك قطفير سيدي.
أحسن مثواي حين أوصاك بإكرامي، فما جزاؤه أن أخونه، وقيل: المراد (بربي): الله سبحانه، أحسن إلي بما أعطاني. قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو، (ربي) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها، وقرأ وابن كثير: عن الدوري (مثواي) بالإمالة. الكسائي
إنه لا يفلح الظالمون لا يسعد الزناة؛ فإن الزنى ظلم على الزاني والمزني بأهله.
* * * [ ص: 409 ]