ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير . [ ص: 98 ]
[16] ومن يولهم يومئذ دبره ظهره.
إلا متحرفا لقتال بأن يريهم الفرة وهو يريد الكرة.
أو متحيزا إلى فئة منضما إلى جماعة يريدون العود إلى القتال; أي: من انهزم إلا على هذه النية.
فقد باء رجع بغضب من الله ومأواه أي: مقامه.
ومأواه جهنم وبئس المصير هذا إذا لم يزد العدو على الضعف; لقوله: الآن خفف الله عنكم الآية [66].
واختلفوا في حكم الآية، فقال قوم: هو خاص بأهل بدر، واحتجوا بقوله: (يومئذ)، قالوا: وهو إشارة إلى يوم بدر، وأنه نسخ حكم الآية بآية الضعيف، وبقي ليس كبيرة، وقد فر الناس يوم أحد، فعفا الله عنهم، وقال يوم حنين: الفرار من الزحف ثم وليتم مدبرين [التوبة: 25] ، ولم يعنف على ذلك، وإليه ذهب وقال آخرون: حكم الآية باق إلى يوم القيامة، أبو حنيفة، وليس في الآية نسخ، والدليل عليه أنها نزلت بعد القتال وانقضاء الحرب، وذهاب اليوم بما فيه، وأما يوم أحد، فإنما فر الناس من أكثر من ضعفهم، ومع ذلك عنفوا، وأما يوم حنين، فكذلك، وإلى هذا ذهب فلا يجوز الفرار إلا إذا زاد الكفار على ضعف المسلمين، مالك والشافعي وأحمد.
* * *