4212 2- باب ما جاء في خضاب السواد
517 \ 4048 - عن رضي الله عنهما ، قال : ابن عباس يكون [ ص: 72 ] قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأخرجه . النسائي
في إسناده "عبد الكريم " ولم ينسبه ولا أبو داود فذكر بعضهم ، أنه النسائي، عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية، وهو لا يحتج بحديثه.
وذكر بعضهم أنه عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد، وهو من الثقات، اتفقا على الاحتجاج به. وهذا هو الصواب، فإنه قد نسبه بعض الرواة في هذا الحديث وقال: "عن عبد الكريم الجزري". وابن أبي المخارق من أهل البصرة نزل مكة، وأيضا فإن الذي روى عن عبد الكريم هذا الحديث هو عبيد الله بن عمرو الرقي، وهو مشهور بالرواية عن عبد الكريم الجزري، وهو أيضا من أهل الجزيرة.
وقد تقدم حديث في "صحيح جابر وقوله: مسلم" "واجتنبوا السواد".
وقد اختلف السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم في الخضاب، فرأى بعضهم أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بصبغ الشعر ندب، وأن تغييره أولى من تركه، وممن كان يخضب: أبو بكر وعمر والحسن والحسين وغيرهم، يخضبون بالحناء والكتم. وأبو عبيدة بن الجراح
[ ص: 73 ] [وروي] عن رضي الله عنه أنه كان يخضب بالحناء بحتا. وكان عمر ابن عمر وابن عباس، وعبد الله بن بسر، رضي الله عنهم يصفرون لحاهم . والمغيرة بن شعبة،
وقال إني لأرى الشيخ مخضوبا فأفرح به. وذكر رجلا لم يخضب وأنه يستحيي فقال: سبحان الله سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! الإمام أحمد:
قال قلت يحكى عن المروذي: بشر بن الحارث أنه قال: قال لي ابن داود: خضبت؟ قلت: أنا لا أفرغ لغسلها فكيف أتفرغ لخضابها؟ فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحمد: غيروا الشيب، وأبو بكر خضبا والمهاجرون; هؤلاء لم يتفرغوا لغسلها وعمر فمن لم يكن على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فليس من الدين في شيء; وحديث والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالخضاب؟! وحديث أبي ذر، وحديث أبي هريرة، أبي رمثة، وحديث أم سلمة.
وذهب آخرون إلى أن وقالوا: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنفقته ورأسه الشيب ولم يغيره بشيء، ولو كان تغييره أفضل لكان قد آثر الأفضل. ترك الشعر أبيض أفضل،
قال ابن جرير : وممن كان لا يخضب علي وجماعة من الصحابة والتابعين. وأبي بن كعب
قال: والصواب عندنا أن الآثار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب [ ص: 74 ] وبالنهي عن تغييره، كلها صحاح، وليس فيها شيء يبطل ما خالفه، لكن بعضها عام وبعضها خاص; فالمراد بأحاديث التغيير الخصوص، مثل ما كان شيب أبي قحافة، فأما الشمط ففيه النهي عن التغيير.
واختلاف السلف بحسب اختلاف أحوالهم، ولا يصح أن يقال: إن أحدها ناسخ للآخر لعدم دليل النسخ. هذا كلامه.
وقال آخرون: ذلك دليل على اختلاف حالين، أحدهما: عادة البلد، والثاني: اختلاف الناس، فرب شيبة هي أجمل منها مصبوغة، ومنه ما يستشنع، فالصبغ فيه أولى.
أحدهما: تنظيف الشعر مما تعلق به من الغبار ونحوه، والثاني: مخالفة أهل الكتاب .
وفي الخضاب فائدتان،