4753 [ ص: 319 ] 14 - باب المسألة في القبر وعذاب القبر
587 \ 4586 - وعن رضي الله عنه ، قال : البراء بن عازب - مرتين أو ثلاثا - ، زاد في حديث جرير -وهو ابن عبد الحميد- هاهنا ، وقال : وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين، حين يقال له : يا هذا من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ . استعيذوا بالله من عذاب القبر
قال هناد -وهو ابن السري- : ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ قال : فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولان له : وما يدريك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، زاد في حديث : فذلك قول الله عز وجل جرير يثبت الله الذين آمنوا الآية .
ثم اتفقا -يعني جرير بن عبد الحميد وأبا معاوية الضرير- قال : فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، وألبسوه من الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، قال : ويفتح له فيها مد بصره .
قال : وإن الكافر - فذكر موته - ، قال : وتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان، فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري، فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء، أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار ، وألبسوه من [ ص: 320 ] النار ، وافتحوا له بابا إلى النار.
قال : فيأتيه من حرها وسمومها ، قال : ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، زاد في حديث قال : ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد، لو ضرب بها جبل لصار ترابا ، قال : فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين ، فيصير ترابا، قال : ثم تعاد فيه الروح جرير . خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله ، كأنما على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال :
وأخرجه النسائي مختصرا، وقد تقدم في كتاب الجنائز مختصرا . وابن ماجه
وفي إسناده المنهال بن عمرو، وقد أخرج له في "صحيحه " حديثا واحدا، وقال البخاري ثقة، وقال يحيى بن معين: تركه الإمام أحمد: على عمد، وغمزه شعبة يحيى بن سعيد، وحكى عن شعبة، أنه تركه ، وقال ابن عدي : والمنهال بن عمرو هو صاحب حديث القبر- الحديث الطويل-، رواه [ ص: 321 ] عن عن زاذان ورواه عن البراء، منهال جماعة.