[ ص: 367 ] مسألة [ ] ترادف الحد والمحدود
قيل : الحد والمحدود مترادفان والصحيح : تغايرهما ، لأن المحدود يدل على الماهية من حيث هي ، والحد يدل عليها باعتبار دلالته على أجزائها ، فالاعتباران مختلفان .
وقال القرافي : الحد غير المحدود إن أريد به اللفظ ، ونفسه إن أريد به المعنى ، فلفظ الحيوان الناطق الذي وقع الحد به هو الإنسان قطعا ، ومدلول هذا اللفظ هو غير الإنسان .
والتحقيق : أن الحد والمحدود إن لم يتحدا في الذات كذب الحد ولم يكن حدا ، وإن اتحدا صدق الحد ، وليس هو المحدود ، لاختلاف الجهة ، ونظيره قول النحويين : يجب اتحاد الخبر بالمبتدأ وإلا لم يكن خبرا ، ولا ينبغي أن يكون هو هو من كل وجه ، وإلا لم يكن كلاما ألبتة ، فإن قولك : زيد زيد إذا لم يقدر زيد الثاني بمعنى يزيد على الأول كان مهملا ، والفائدة في الخبر مع الاتحاد تنزيل الكلي على الجزئي ، فإن " هذا " اسم إشارة ، فيطلق على كل مشار إليه ، سواء زيد وغيره فلما حملناه على زيد جاءت الفائدة .