[ ص: 174 ] مسألة [ التعديل المبهم ] لا يكفي في التوثيق ، كما جزم به التعديل المبهم ، كقوله : حدثني الثقة ونحوه من غير أن يسميه ، أبو بكر القفال الشاشي ، والخطيب البغدادي ، والصيرفي ، والقاضي أبو الطيب ، والشيخ أبو إسحاق وابن الصباغ ، والماوردي ، والروياني . قال : وهو كالمرسل . قال ابن الصباغ : وقال : يقبل . والصحيح الأول ; لأنه وإن كان عدلا عنده فربما لو سماه لكان ممن جرحه غيره ، بل قال أبو حنيفة : لو صرح بأن جميع شيوخه ثقات ، ثم روى عمن لم يسمه أنا لا نعمل بروايته ; لجواز أن نعرفه إذا ذكره بخلاف العدالة ، قال : نعم ، لو قال العالم : كل من أروي عنه وأسميه فهو عدل مرضي مقبول الحديث ، كان هذا القول تعديلا لكل من روى عنه وسماه كما سبق . وفي المسألة أقوال أخرى . أحدها : أنه يقبل مطلقا ، كما لو عينه ، لأنه مأمون في الحال . والثاني : التفصيل بين من يعرف من عادته إذا قال : أخبرني الثقة أنه أراد رجلا بعينه ، وكان ثقة فيقبل ، وإلا فلا ، حكاه شارح " اللمع " اليماني عن صاحب " الإرشاد " . [ ص: 175 ] الثالث : وحكاه الخطيب ابن الصلاح عن اختيار بعض المحققين ، أنه إن كان القائل لذلك عالما أجزأ ذلك في حق من يوافقه في مذهبه . كقول : أخبرني الثقة ، وكقول مالك ذلك في مواضع ، وهو اختيار الشافعي إمام الحرمين ، وعليه يدل كلام ابن الصباغ في العدة ، فإنه قال : إن لم يورد ذلك احتجاجا بالخبر على غيره ، وإنما ذكر لأصحابه قيام الحجة عنده على الحكم وقد عرف هو من روى عنه . الشافعي