وعند ابن البناء وغيره : أن ذلك من قسم الإيماء ( وزيد ) أي وزاد بعضهم في قسم الصريح ( المفعول له ) نحو قوله تعالى { يجعلون أصابعهم في [ ص: 511 ] آذانهم من الصواعق حذر الموت } لأن { حذر الموت } علة للفعل ( و ) من النص أيضا ما هو ( ظاهر ) وهو ما يحتمل غير العلية احتمالا مرجوحا ( كاللام ) ثم تارة تكون ( ظاهرة ) ، أي ملفوظا بها ، نحو قوله تعالى { كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } { أقم الصلاة لدلوك الشمس } { ليذوق وبال أمره } وهو كثير ( و ) تارة تكون ( مقدرة ) نحو قوله تعالى { عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال وبنين } أي : لأن كان .
ومنه ما في الصحيحين في قصة من قول الأنصاري لما خاصمه في شراج الزبير الحرة " أن كان ابن عمتك " وكما يقال في الكلام : أن كان كذا . فالتعليل مستفاد من اللام المقدرة لا من " أن " ويدخل في هذا " إذا كان " الواقع بعد " أن " : " كان " وحذفت واسمها وبقي خبرها ، وعوض عن ذلك " ما " كقوله :
أبا خراشة ، أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
أي لأن كنت ذا نفر ؟ وإنما لم تجعل اللام وما سيأتي بعدها من الصريح ; لأن كلا منها له معان غير التعليل ( والباء ) عطف على " كاللام " نحو قوله تعالى { فبما رحمة من الله لنت لهم } أي بسبب الرحمة وقوله تعالى { جزاء بما كانوا يكسبون } فهي - وإن كان أصل معناها الإلصاق ولها معان غيره - فقد كثر استعمالها في التعليل .وعند الأصحاب وغيرهم ( إن قام دليل أنه ) أي إن المتكلم ( لم يقصد ) بكلامه ( التعليل ) فاستعمال أداة التعليل فيما لا يصلح علة ( مجاز ) ويعرف ذلك بعدم الدليل على عدم صلاحيته علة ( ك ) أن يقال لفاعل شيء ( لم فعلت ؟ فيقول : لأني أردت ) فإن هذا لا يصلح أن يكون علة ; لأن العلة في الاصطلاح : هو المقتضي الخارجي للفعل ، أي المقتضي له من خارج . والإرادة إما موجبة للفعل أو مصححة له ، فيكون قوله " لأني أردت " استعمال اللفظ في غير محله ، فيكون مجازا .