( وموردهما ) أي الصدق والكذب ( النسبة التي تضمنها ) الخبر بإيقاع المخبر ( ومنه ) أي وهو أنواع . أحدها : ما يكون علم صدقه ضروريا بنفس الخبر بتكرر الخبر من غير نظر . كالخبر الذي بلغت روايته حد التواتر ، لفظيا كان أو معنويا . النوع الثاني : ما يكون [ ص: 256 ] ضروريا بغير نفس الخبر ، لكونه موافقا للضروري ، وهو ما يكون متعلقه معلوما لكل أحد من غير كسب وتكرر . نحو : الواحد نصف الاثنين . النوع الثالث : ما يكون [ نظريا ] . كخبر الله تعالى وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وخبر كل الأمة ; لأن الإجماع حجة . فكل واحد من هذه الثلاثة علم بالنظر والاستدلال . النوع الرابع : ما يكون غير ضروري وغير نظري ، ولكنه موافق للنظري ، وهو الخبر الذي علم متعلقه بالنظر . كقولنا : العالم حادث ( و ) من الخبر أيضا ما هو معلوم ( كذبه ) وهو أنواع أيضا . أحدها : ما علم خلافه بالضرورة . كقول القائل : النار باردة . النوع الثاني : ما علم خلافه بالاستدلال . كقول الفيلسوف : العالم قديم . النوع الثالث : أن يوهم أمرا باطلا من غير أن يقبل التأويل لمعارضته للدليل العقلي . كما لو اختلق بعض ومن الخبر ما هو ( معلوم صدقه ) الزنادقة حديثا كذبا على الله سبحانه وتعالى ، أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحقق أنه كذب . النوع الرابع : أن يدعي شخص الرسالة عن الله سبحانه وتعالى بغير معجزة