29 - قوله: (ع): "وإنما حكى (يعني ) كلام ابن الصلاح ، ثم قال: وأكثر ما يستعمل في ذلك... " إلى آخر كلامه. الخطيب
أقول: مقتضاه أن يكون في السياق إدراج، وعند التأمل يتبين أن الأمر بخلاف ذلك؛ لأن لم ينقل عبارة ابن الصلاح بلفظها. الخطيب
وبيان ذلك أن قال في الكفاية: وصفهم للحديث بأنه مسند يريدون أن إسناده متصل بين راويه وبين من أسند عنه، إلا أن أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما أسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . انتهى الخطيب
فذكر [هذا] كله بالمعنى. ابن الصلاح
وقوله: وأكثر ما يستعمل ذلك فيما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - دون ما جاء عن الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - .
هو معنى قول : إلا أن أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما أسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة. الخطيب
[ ص: 506 ] [المسند عند :] الخطيب
فالحاصل أن المسند عند ينظر فيه إلى ما يتعلق بالسند فيشترط فيه الاتصال، وإلى ما يتعلق بالمتن فلا يشترط فيه الرفع إلا من حيث الأغلب في الاستعمال، فمن لازم ذلك أن الموقوف إذا اتصل سنده يسمى مسندا، ففي الحقيقة لا فرق عند الخطيب بين المسند والمتصل إلا في غلبة الاستعمال فقط. الخطيب
[المرسل عند :] ابن عبد البر
وأما فلا فرق عنده بين المسند والمرفوع مطلقا؛ فيلزم على قوله أن يتحد المرسل والمسند. ابن عبد البر
وهو مخالف للمستفيض من عمل أئمة الحديث في مقابلتهم بين المرسل والمسند، فيقولون: أسنده فلان وأرسله فلان.
وأما وغيره ففرقوا بين المسند والمتصل والمرفوع، بأن الحاكم ، فحيث صح إضافته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مرفوعا سواء اتصل سنده أم لا. المرفوع ينظر إلى حال المتن مع قطع النظر عن الإسناد
ومقابله سواء كان مرفوعا أو موقوفا. المتصل؛ فإنه ينظر إلى حال السند مع قطع النظر عن المتن
[ ص: 507 ] وأما ، فيكون بينه وبين كل من الرفع والاتصال عموم وخصوص مطلق، فكل مسند مرفوع وكل مسند متصل ولا عكس فيهما. المسند فينظر فيه إلى الحالين معا، فيجتمع شرطا الاتصال والرفع
على هذا رأي وبه جزم الحاكم أبو عمرو الداني، وأبو الحسن ابن الحصار في (المدارك) له والشيخ تقي الدين في الاقتراح والذي يظهر لي بالاستقراء من كلام أئمة الحديث وتصرفهم أن المسند عندهم ما أضافه من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - [إليه] بسند ظاهره الاتصال.
[ :] تعريف المسند
فمن سمع أعم من أن يكون صحابيا أو تحمل كفره وأسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
[لكنه يخرج] من لم يسمع كالمرسل (والمعضل) .
[ ص: 508 ] وبسند يخرج ما كان بلا سند.
كقول القائل من المصنفين: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن هذا من قبيل ، وظهور الاتصال يخرج المنقطع، لكن يدخل منه ما فيه انقطاع خفي كعنعنة المدلس والنوع المسمى بالمرسل الخفي فلا يخرج ذلك عن كون الحديث يسمى مسندا ومن تأمل مصنفات الأئمة في المسانيد لم يرها تخرج عن اعتبار هذه الأمور. المعلق
وقد راجعت كلام بعد هذا فوجدت عبارته: والمسند ما رواه المحدث عن شيخ يظهر سماعه منه (لسن يحتمله) وكذا سماع شيخه من شيخه متصلا إلى صحابي [مشهور] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 3، فلم يشترط حقيقة الاتصال بل اكتفى بظهور ذلك. كما قلته تفقها، والحمد لله. الحاكم
وبهذا يتبين الفرق بين الأنواع وتحصل السلامة من تداخلها واتحادها إذ الأصل عدم الترادف والاشتراك، والله أعلم.
وأمثلة هذا في تصرفهم كثيرة من ذلك:
قال : سألت أبي عن ابن أبي حاتم خالد بن كثير يروي عن النبي صلى [ ص: 509 ] الله عليه وسلم؟ فقال: ليست له صحبة. قال: فقلت: إن أحمد بن سنان أخرج حديثه في المسند. فقال [أبي] : خالد بن كثير من أتباع التابعين، فكيف يخرج حديثه في المسند؟
وقال عقب حديث رواه من طريق البيهقي عن عبد الرزاق عن ابن جريج عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا حديث غير مسند.