العاشرة: إلا التائب من الكذب في حديث الناس وغيره من أسباب الفسق تقبل روايته، على ما ذكر عن غير واحد من أهل العلم، منهم التائب من الكذب متعمدا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا تقبل روايته أبدا، وإن حسنت توبته، أحمد بن حنبل شيخ وأبو بكر الحميدي البخاري.
وأطلق الإمام فيما وجدت له في شرحه لرسالة أبو بكر الصيرفي الشافعي فقال: "كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نعد لقبوله بتوبة تظهر، ومن ضعفنا نقله لم نجعله قويا بعد ذلك". وذكر أن ذلك مما افترقت فيه الرواية والشهادة. الشافعي،
وذكر الإمام "أن من كذب في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من حديثه" وهذا يضاهي من حيث المعنى ما ذكره أبو المظفر السمعاني المروزي الصيرفي. والله أعلم.
[ ص: 589 ]