[ ص: 394 ] باب كسب الحجام .
( قال ) رحمه الله : ولا بأس بكسب الحجام فإن قيل : فما الشافعي ؟ قيل : لا معنى له إلا واحد وهو أن المكاسب حسن ودنيء فكان معنى نهي النبي صلى الله عليه وسلم السائل عن كسبه وإرخاصه في أن يطعمه رقيقه وناضحه دنيئا فأحب له تنزيه نفسه عن الدناءة لكثرة المكاسب التي هي أجمل منه فلما زاده فيه أمره أن يعلفه ناضحه ويطعمه رقيقه تنزيها له لا تحريما عليه ، وقد حجم كسب الحجام أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه ولو كان حراما لم يعطه رسول الله صلى الله عليه وسلم ; لأنه لا يعطي إلا ما يحل إعطاؤه ولآخذه ملكه .
وقد روي أن رجلا ذا قرابة قدم عليه فسأله عن معاشه فذكر له غلة حجام أو حجامين فقال : إن كسبكم لوسخ ، أو قال : لدنس أو لدنيء أو كلمة تشبهها . لعثمان