3193 ص: فلما جاءت هذه الآثار عن رسول - عليه السلام - على ما ذكرنا ; لم يجز أن يجعل بعضها مخالفا لبعض فتتنافى ويدفع بعضها بعضا ما وجدنا السبيل إلى تصحيحها وتخريج
[ ص: 292 ] وجوهها ، فكان حديث - رضي الله عنها - الذي ذكرناه عنها في هذا الباب في الصوم التطوع ، فكذلك وجهه عندنا ، وكان ما روي في عاشوراء في الصوم المفروض في اليوم الذي بعينه حكم الصوم المفروض في اليوم بعينه في ذلك اليوم جائز أن يعقد له النية بعد طلوع الفجر ، ومن ذلك شهر رمضان ، فهو فرض في أيام بعينها كيوم عاشوراء ، إذ كان فرضا في يوم بعينه ، عائشة فكما كان يوم عاشوراء يجزئ من نوى صوم يومه بعد ما أصبح ، فكذلك شهر رمضان يجزئ من نوى صوم يوم منه صومه ذلك .
وبقي بعد هذا ما روينا في حديث عن النبي - عليه السلام - ، فهو عندنا في الصوم الذي هو خلاف هذين الصومين من صوم الكفارات وقضاء شهر رمضان ، حتى لا يضاد ذلك شيئا -مما ذكرنا في هذا الباب- غيره . حفصة