[ ص: 50 ] المستدرك على المستدرك
بعد هذا التحقيق تبين أهمية جمع أوهام - رحمه الله - في كتاب (المستدرك) والمتعلقة بقوله: (ولم يخرجاه) وهي في الصحيحين أو في أحدهما. الحاكم
وكان الحافظان ابن كثير والعراقي قد أشارا إليها، وتقدم قولهما، وقد استدرك الحافظ الذهبي في التلخيص ستة وثلاثين حديثا من هذا الباب، وقد رأيت الحافظ ابن كثير في تفسيره استدرك على أحاديث; كان يوردها ثم يذكر قول الحاكم : ولم يخرجاه. ثم يقول الحاكم ابن كثير : كذا قال. أو يقول: الحديث في الصحيحين، أو نحو ذلك، ومثاله: بعد أن أورد حديث الطويل في بناء ابن عباس إبراهيم وإسماعيل الكعبة من رواية ; قال: والعجب أن الحافظ البخاري رواه في كتابه المستدرك عن أبا عبد الله الحاكم ، عن أبي العباس الأصم محمد بن سنان القزاز، عن أبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن به، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ا هـ. كذا قال وقد رواه إبراهيم بن نافع كما ترى من حديث البخاري . وقال إبراهيم بن نافع ابن كثير أيضا: قال : حدثنا البخاري محمد بن سلام، حدثنا أبو معاوية ، عن هشام عن أبيه رضي الله عنها: عائشة الذين استجابوا لله والرسول الآية; قالت يا ابن أختي! كان أبواك منهم: لعروة: الزبير رضي الله عنهما.. وأبو بكر الحديث، ثم قال عن ابن كثير : هكذا رواه منفردا به بهذا السياق; [ ص: 51 ] وهكذا رواه البخاري في مستدركه عن الحاكم عن عباس الدوري أبي النضر عن أبي سعيد المؤدب عن به; ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ا هـ. كذا قال. وبعد أن أورد حديث هشام بن عروة من رواية أسامة بن زيد : الحاكم الحديث، قال لا يتوارث أهل ملتين. ابن كثير : ثم قال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ا هـ. قلت: الحديث في الصحيحين من رواية الحاكم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أسامة بن زيد لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم.
ولم أر أحدا استوعب جمعها، وفي جمعها فوائد، أهمها: أنه قد اتفق أهل العلم على أن أعلى درجات الصحة ما اتفق عليه الشيخان، ثم ما رواه ، ثم ما رواه البخاري . فنسبة الحديث إليهما أو إلى أحدهما ليس كنسبته إلى غيرهما، وقد يظن من لا عناية له بهذا العلم إذا رأى الحديث عند مسلم وقال فيه: ولم يخرجاه، أنه ليس فيهما فينسبه للحاكم، فينزل رتبته. الحاكم
هذا وسميته (الانتباه لما قال الحاكم : ولم يخرجاه، وهو في أحدهما أو روياه) أو (المستدرك على المستدرك).
ثم إني وجدته قد سكت عن أحاديث وقد أخرجاها أو أخرجها أحدهما فأوردتها أيضا لأنها من باب الاستدراك; وقد تركت أحاديث أصلها في الصحيحين، ورواها من أوجه أخرى وفيها زيادات، ولفظها بعيد عن لفظ الصحيحين، وكذلك أحاديث أخر أخرجاها عن صحابي آخر، لأن المتفق عليه بين أهل العلم أن الحديث إن كان في موضوع واحد وإن تعددت طرقه واختلفت بعض ألفاظه إذا جاء عن صحابي واحد، فهو حديث واحد له روايات، وأما إن اختلف الصحابي فهما حديثان وإن كان اللفظ واحدا. الحاكم
وعبارات المحدثين في هذا الباب معروفة مثل: متفق عليه، واللفظ لمسلم، أو وهذا لفظ ، وفي رواية عند فلان، وما أشبه ذلك [ ص: 52 ] . البخاري
وكذلك تركت ما قال فيه : ولم يخرجاه بهذه السياقة، فهو أثبت في كلامه إخراجهما أو إخراج أحدهما للحديث، فلم أر داعيا للاستدراك عليه، إلا أن يكونا أو أحدهما أخرجه بنفس السياقة، أو قريبا منها. الحاكم