[ ص: 40 ] ما وقع من الأوهام في المستدرك
للعلماء في نقد منهج في استدراكه على الصحيحين كلام حسن لا بد من الرجوع إليه للوقوف على أوهام الحاكم في المستدرك; قال الحاكم ابن كثير في (مختصر علوم الحديث): وقد قال الحافظ أبو عبد الله بن يعقوب ابن الأخرم: قل ما يفوت البخاري من الأحاديث الصحيحة. ا هـ. وقد ناقشه ومسلما في ذلك، فإن ابن الصلاح قد استدرك عليهما أحاديث كثيرة، وإن كان في بعضها مقال، إلا أنه يصفو له شيء كثير. قلت: في هذا نظر، فإنه يلزمهما بإخراج أحاديث لا تلزمهما، لضعف رواتها عندهما، أو لتعليلهما ذلك. وقال أيضا: في هذا الكتاب أنواع من الحديث كثيرة: فيه الصحيح المستدرك، وهو قليل; وفيه صحيح قد خرجه الحاكم البخاري أو أحدهما لم يعلم به ومسلم ، وفيه الحسن والضعيف والموضوع أيضا. وقال الحاكم الحافظ ابن حجر: ووراء ذلك كله: أن يروى إسناد ملفق من رجالهما، كسماك عن عكرمة عن ، ابن عباس فسماك على شرط ، مسلم وعكرمة انفرد به ، والحق أن هذا ليس على شرط واحد منهما. وأدق من هذا: أن يرويا عن أناس مخصوصين من غير حديث الذين ضعفوا فيهم، فيجيء عنهم حديث من طريق من ضعفوا فيه برجال كلهم في الكتابين أو أحدهما، فنسبته أنه على شرط من خرج له غلط، كأن يقال: البخاري هشيم عن : كل من الزهري هشيم أخرجا له، فهو على [ ص: 41 ] شرطهما، فيقال: بل ليس على شرط واحد منهما، لأنهما إنما أخرجا عن والزهري هشيم من غير حديث ، فإنه ضعف فيه، لأنه كان دخل إليه فأخذ عنه عشرين حديثا، فلقيه صاحب له وهو راجع، فسأله رؤيتها، وكان ريح شديدة، فذهبت بالأوراق من يد الرجل، فصار الزهري هشيم يحدث بما علق منها بذهنه، ولم يكن أتقن حفظها، فوهم في أشياء منها، ضعف في بسببها. وكذا الزهري همام ضعيف في ، مع أن كلا منهما أخرجا له، لكن لم يخرجا له عن ابن جريج شيئا. فعلى من يعزو إلى شرطهما أو شرط واحد منهما أن يسوق ذلك السند بنسق رواية من نسب إلى شرطه، ولو في موضع من كتابه. وكذا قال ابن جريج في شرح ابن الصلاح : من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنه من شرط الصحيح، فقد غفل وأخطأ، بل ذلك متوقف على النظر في كيفية رواية مسلم عنه، وعلى أي وجه اعتمد. مسلم
قلت: أودع في كتابه من حديث الحاكم سماك عن عكرمة أربعا وثلاثين حديثا أرقامها (564، 1104، 1543، 1544، 1547، 1795، 2209، 2261، 2810، 2920، 3063، 3190، 3213، 3222، 3261، 3407، 3415، 3420، 3452، 3506، 3546، 3675، 3789، 3814، 3859، 4079، 4582، 4635، 7225، 7564، 7766، 7989، 8016، 8094).
كما أودع من حديث همام عن حديثا واحدا (670). ابن جريج
وقال الحافظ العراقي في (التقييد والإيضاح) بعد أن أورد كلام في المستدرك: وفيه أمران: أحدهما: أن قوله: (أودعه ما ليس في واحد من الصحيحين) ليس كذلك، فقد أودعه أحاديث مخرجة في الصحيح وهما منه في ذلك، وهي أحاديث كثيرة. منها حديث ابن الصلاح مرفوعا: أبي سعيد الخدري "لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن". الحديث، رواه في مناقب الحاكم وقد [ ص: 42 ] أخرجه أبي سعيد الخدري في صحيحه. انتهى المراد منه. قلت: وقد نبه الحافظ مسلم الذهبي - رحمه الله - على طائفة من ذلك أشرت إليها آنفا، وذكرت تعليقاته عند كل حديث استدركه، ولكنه لم يستوعبه.
فظهر أن الأوهام في المستدرك كثيرة، منها:
أنه قال:
1 - صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، وقد خرجاه أو خرجه أحدهما.
2 - صحيح على شرط ولم يخرجاه، وقد خرجه البخاري . البخاري
3 - صحيح على شرط ولم يخرجاه، وقد خرجه مسلم . مسلم
4 - صحيح ولم يخرجاه، وقد خرجه أحدهما أو خرجاه.
5 - وأحيانا يقول: ولم يخرجاه بهذه السياقة، وأجده فيهما أو في أحدهما بها. وربما قال مثلا: أخرجه أو مسلم مختصرا، ويكون الحديث مخرجا بتمامه. البخاري
6 - ومنها ما سكت عنه وقد أخرجاه أو أخرجه أحدهما.
وهذه الست موضوع كتابنا هذا.
7 - صحيح على شرطهما، وليس كذلك. فقد يكون صحيحا ولكنه ليس على شرطهما: إما على شرط أحدهما، أو صحيح ليس على شرط أحدهما. وقد استدرك الحافظ الذهبي عليه من هذا الباب طائفة; ومثاله: قال: 2/ 221: (2875) حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسن بن الفضل، حدثنا حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف بن أبي جميلة، يزيد الفارسي قال: قال لنا رضي الله عنهما: قلت ابن عباس رضي الله عنه: لعثمان بن عفان بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟! فقال ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى البراءة وهي من [ ص: 43 ] المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذا قال، وهو وهم، فيزيد الفارسي ليس من رجالهما، لكنه رواه: 2/ 330، وقال: صحيح ولم يخرجاه. ا هـ.
8 - صحيح ولم يخرجاه، وهو ضعيف. مثاله: قال: 2/ 105 (2507) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أبنا أبنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ، أخبرني ابن وهب أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن ، عن سعيد بن جبير أنه حدثه: بينما أنا في الحجر جالس أتاني رجل فسألني عن ابن عباس والعاديات ضبحا .. الحديث، قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فقد احتجا بأبي صخر وهو حميد بن زياد الخراط المصري، وبأبي معاوية البجلي وهو والد عمار ابن أبي معاوية الدهني الكوفي. ا هـ.
قال الذهبي : لا والله، ولا ذكر لأبي معاوية في الكتب الستة، ولا احتج البخاري بأبي صخر، والخبر منكر. ا هـ.
وقال: 2/ 241 (2949) أخبرني الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد، حدثنا هارون بن حاتم، أبنا عبد الرحمن بن أبي حماد، حدثني إسحاق ابن يوسف، عن ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل رضي الله عنه قال: جابر بن عبد الله يا لعلي: علي [ ص: 44 ] ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. كذا قال، وتعقبه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الذهبي فقال: لا والله، هارون هالك. ا هـ.
وقال: 2/ 106 (2510) حدثنا أبو علي الحافظ حدثنا حدثنا القاسم بن زكريا المطرز عمرو بن محمد الناقد، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري ، حدثنا عبد العزيز بن عمران ، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن يزيد بن رومان، عن ، عن عروة بن الزبير رضي الله عنها قالت: عائشة بدر: عبد الرحمن ، والأوس: بني عبد الله ، والخزرج: بني عبيد الله . هذا حديث غريب صحيح الإسناد ولم يخرجاه، إنما أخرجا في الشعار حديث جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعار المهاجرين يوم عن الزهري عن أبيه لما كان يوم كثير بن العباس حنين انهزم الناس. الحديث بطوله يذكر فيه شعار القبائل. وتعقبه الذهبي بقوله: بل يعقوب وإبراهيم ضعيفان.
وقد استدرك الحافظ الذهبي - رحمه الله - طائفة كثيرة من ذلك.
9 - أحيانا يقول: ولم يخرجاه...، ثم يذكر إسنادا عندهما أو عند أحدهما فيوهم; مثاله: قال: 2/ 177 (2729) أخبرني الشيخ أبو بكر ابن إسحاق الفقيه، أنبأ علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا حدثنا المعافى بن سليمان الحراني، ، حدثنا زهير بن معاوية أبو إسماعيل الأسلمي، أن أبا حازم حدثه عن رضي الله عنه أبي هريرة
كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل! هل رأيتها؟ فإن في عيون الأنصار شيئا قال: قد رأيتها. قال: ما عندنا شيء ولكنا سنبعثك في بعث وأنا أرجو أن تصيب خيرا فبعثه في ناس إلى أناس من بني عبس، وأمر لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بناقة فحملوا عليها متاعهم، فلم يرم إلا قليلا حتى بركت فأعيتهم أن تنبعث، فلم [ ص: 45 ] يكن في القوم أصغر من الذي تزوج، فجاء إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مستلق في المسجد، فقام عند رأسه كراهية أن يوقظه، فانتبه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله إن الذي أعطيتنا أحببنا أن تبعثه، فناوله النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينه، وأخذ رداءه بشماله فوضعه على عاتقه، وانطلق يمشي حتى أتاها، فضربها بباطن قدمه، والذي نفس رجلا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار على ثماني أواق، فتفزع لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: بيده لقد كانت بعد ذلك تسبق القائد، وأنهم نزلوا بحضرة العدو وقد أوقدوا النيران فأحاط بهم، فتفرقوا عليهم وكبروا تكبيرة رجل واحد، وأن الله هزمهم وأسر منهم. أبي هريرة هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما أخرج أن من حديث مسلم ، عن شعبة أبي إسماعيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة فقط. أن رجلا تزوج فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هلا نظرت إليها وأبو إسماعيل هذا هو بشير بن سليمان، وقد احتجا جميعا به. ا هـ. كذا قال في إسناد ، وقد رواه مسلم (1424) حدثنا مسلم ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن قال: أبي هريرة كذا مختصرا، ثم قال: وحدثني كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنظرت إليها؟ قال: لا. قال: فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا. حدثنا يحيى بن معين، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن قال: أبي هريرة الأنصار، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئا؟ قال: قد نظرت إليها. قال: على كم تزوجتها؟ قال: على أربع أواق. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: على أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل! ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه قال: فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم. جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني تزوجت امرأة من
قلت: فأوهم في الإسناد، وكذا في قوله: هلا نظرت إليها فقط. الحاكم
وقال: 2/ 303 (3185) أخبرني حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حامد بن محمود بن حرب المقري، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد ، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن ، عن محمد بن المنكدر [ ص: 46 ] رضي الله عنهما قال: جابر بن عبد الله بني سلمة، فقلت: يا رسول الله كيف أقسم مالي بين ولدي؟ فلم يرد علي شيئا، فنزلت: يوصيكم الله في أولادكم . قد اتفق الشيخان على إخراج حديث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني وأنا مريض في عن شعبة في هذا الباب بألفاظ غير هذه، وهذا إسناد صحيح ولم يخرجاه. ا هـ. قلت: انفرد محمد بن المنكدر بحديث البخاري عن شعبة (194، 5676، 6743) واتفقا على حديث ابن المنكدر سفيان عن : ابن المنكدر (5651، 6723، 7309)، البخاري (1616)، وكذلك اتفقا على حديث ومسلم عن ابن جريج : ابن المنكدر (4577) البخاري (1616). ومسلم
10 - أحيانا يقول: إنما أخرجه وحده، ويكونا قد اتفقا على إخراجه; كما قال: 2/ 82 (2429) حدثنا مسلم أبو العباس محمد بن يعقوب، أبنا أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ، أخبرني ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري بني لحيان وقال: ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرج أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى وحده حديث مسلم عن يحيى بن أبي كثير أبي سلمة عن عن بسر بن سعيد زيد بن خالد : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا. كذا قال، وتعقبه الذهبي قال: صحيح، أخرجه ، وعند مسلم من حديث مسلم زيد بن خالد : ا هـ. قلت: حديث من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا. أبي سعيد أخرجه (1896) قال: وحدثنا مسلم ، حدثنا سعيد بن منصور ، أخبرني عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب يزيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبيه ، عن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي سعيد الخدري بني لحيان: ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج; وأما حديث بعث إلى زيد بن خالد فلم ينفرد به بل رواه مسلم (2843)، البخاري (1895) [ ص: 47 ] . ومسلم
11 - وأحيانا يوهم في العزو: قال: 2/ 428، 429 (3604): حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدثني جعفر بن محمد بن إسحاق بن يوسف الأزدي، حدثني جدي، حدثنا ، عن سفيان بن سعيد أبي سفيان سعد بن طريف، عن ، عن أبي نضرة رضي الله عنه قال: أبي سعيد الخدري بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فأنزل الله عز وجل كان إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه يكتب آثاركم ثم قرأ عليهم الآية، فتركوا. هذا حديث صحيح عجيب من حديث ، وقد أخرج الثوري بعض هذا المعنى من حديث مسلم حميد عن . ا هـ. قلت: لم يخرج أنس الحديث عن مسلم ، وإنما أخرجه أنس (656، 1887) عن البخاري حميد عن . وأما أنس فأخرجه عن مسلم (665). جابر
وقال: 2/ 284 (3123): حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن محمود الحافظ، حدثنا حماد بن أحمد القاضي، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول: أبنا أبو حمزة ، عن إبراهيم الصائغ، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود ، عن - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عائشة إن أولادكم هبة الله لكم يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا، إنما اتفقا على حديث : عائشة أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه. كذا قال! وليس الحديث في الصحيحين وإنما رواه أحمد في مواطن منها: 6/ 31، 42، وأبو داود (3528، 3529)، (4449: 4452)، والنسائي (2137، 2290)، وغيرهم. والعجيب أن وابن ماجه رواه (2/ 47 رقم: 2294، 2295) وقال هناك: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه; ولم يذكر التعليق السابق. الحاكم
وقال: 4/ 88، 89 (7006): أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى، ثنا [ ص: 48 ] ، ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الأعلى، ثنا معمر ، عن ، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: عبد الله بن عمرو بما أقسطوا في الدنيا. إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة بين يدي الرحمن عز وجل هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه جميعا. كذا قال، وقال الذهبي : قد أخرجاه. ا هـ. وهو وهم منهما رحمهما الله، فقد انفرد بإخراجه (1827). مسلم
وقال 3/ 410، 411 (5741): أخبرني حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد ابن سلمة العنزي، ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا الجراح بن المنهال ، عن ، عن الزهري : أن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رجل من عامر بن ربيعة بني عدي بن كعب ، رأى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل بالخرار فقال: والله ما رأيت كاليوم قط، ولا جلد مخبأة، فلبط سهل وسقط، فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف ؟ فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهل بن حنيف فتغيظ عليه، وقال: عامر بن ربيعة عامر فراح سهل وليس به بأس. الحديث. قال لم يقتل أحدكم أخاه أو صاحبه ألا يدعو بالبركة اغتسل له فاغتسل له : قد اتفق الشيخان رضي الله عنهما على إخراج هذا الحديث مختصرا... قال: فأما الحاكم الجراح بن المنهال فإنه أبو العطوف الجزري، وليس من شرط الصحيح، وإنما أخرجت هذا الحديث لشرح الغسل كيف هو وهو غريب جدا مسندا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أتى على أثر حديثه هذا بإسناد آخر بزيادات فيه. ا هـ. كذا قال، وقال عبد الله بن وهب الذهبي : اتفقا على إخراجه مختصرا من حديث يونس عن أخبرني الزهري - فذكره، وأما أبو أمامة الجراح فهو أبو العطوف، وليس من شرط الصحيح، وإنما أخرجته لشرح كيفية الغسل. ا هـ. وهو وهم منهما فالحديث لم يخرجاه البتة، وإنما أخرجه مالك : 2/ 938 عن ، الزهري وأحمد : 3/ 486 عن أبي أويس عن ، الزهري (3509) من طريق وابن ماجه سفيان عن ، الزهري وابن حبان (6105) من طريق مالك [ ص: 49 ] .
بل قال (4/ 134): وقد خرج الشيخان رضي الله عنهما حديث رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ابن عمر إذا دخل أحدكم حائط أخيه فليأكل منه ولا يتخذ خبنة. كذا قال، ووافقه الذهبي ! وهو وهم منهما، فالحديث لم يخرجاه، وإنما أخرجه (1287)، الترمذي (2301). وابن ماجه
***