في قسمة قرية فيها دور وشجر قلت : أرأيت لو ، كيف نقسم ذلك بيننا ؟ ورثت أنا وأخ لي قرية من القرى فيها دور وشجر وأرض بيضاء فأردنا أن نقسم
قال : أما دور القرية فتقسم كما وصفت لك في قسمة الدور ، وأما الأرض البيضاء فتقسم على ما وصفت لك في قسم الأرض البيضاء .
قلت : وكيف وصفت لي في قسمة الأرض البيضاء ؟
قال : ينظر إلى ما كان من الأرض التي يشبه بعضها بعضا في الكرم والنفاق عند الناس وتقارب موضع بعضها من بعض ، جمع له هذا كله فيجعل نصيب كل إنسان منهم في موضع واحد . وإن اختلفت الأرض اختلافا بينا أعطي كل إنسان منهم حصته في كل أرض على حدة ، وهذا مثل الدور والنخل .
قال : وما حد قرب الأرض بعضها من بعض ؟
قال : لم يحد لنا فيه حدا . مالك
قال ابن القاسم : وأرى الميل وما أشبهه قريبا في الحوائط والأرضين .
قلت : أرأيت الشجر التي هي في هذه القرية بين هذين الأخوين ، كيف يقسمها بينهما وهي من [ ص: 268 ] أنواع الأشجار : تفاح ورمان وخوخ وأترج وأنواع الفاكهة مختلطة في جنان واحد ، أو كانت الأجنة كل نوع على حدة ؟ مالك
قال : لم أسمع من في هذا بعينه شيئا ، ولكني أرى إن كانت الأشجار مختلطة في حائط واحد كما وصفت لي قسم الحائط ، وجمع نصيب كل واحد منهما في موضع واحد على القيمة ، وإن كانت الأجنة ، التفاح جنان على حدة والرمان جنان على حدة وكل نوع جنان على حدة ، وكل واحد منها يحتمل أن يقسم بينهم ، قسم بينهم كل جنان على حدة على القيمة وأعطي لكل واحد منهم حظه من كل واحد منها ، وهذا مثل قول مالك في النخل يكون في الحائط منه البرني والصيحاني واللون والجعرور وأنواع التمر ، رأيته يقسم على القيمة ويعطى كل واحد منهم يجمع له حظه في موضع واحد من الحائط ، ولا يلتفت إلى ما يصير في حظ هذا من ألوان التمر وما يصير في حظ هذا من ألوان التمر . مالك