قلت : أرأيت ، أيقبل القاضي منه البينة والذي كانت الدار في يديه غائب أم لا ؟ لو أن دارا في يد رجل غائب ، أتى رجل فادعى أنه وارث هذه الدار مع الغائب قال : لا أحفظه عن ، إلا أني سمعت من يذكر هذا عنه أن الدور لا يقضى على أهلها فيها وهم غيب وهو رأيي . مالك
قال ابن القاسم : إلا أن تكون غيبته تطول ، فينظر في ذلك السلطان مثل من يغيب إلى الأندلس أو طنجة فيقسم في ذلك الزمان الطويل ، فأرى أن ينظر في ذلك السلطان ويقضي به .
قلت : أرأيت إن أقام الورثة البينة أنهم ورثوا هذه الدار عن أبيهم ، وأن ذلك الغائب الذي هذه الدار في يديه لا حق له فيها ؟
قال : لم أسمع من في هذا إلا ما أخبرتك أنه بلغني . فأرى أنه إن كانت الغيبة مثل ما يسافر الناس ويقدمون ، كتب الوالي إلى ذلك الموضع بذلك أن يستخلف أو يقدم فيخاصمهم . وإن كانت الغيبة بعيدة يعلم أن الذين طلبوا لا يقدرون على الذهاب إلى ذلك الغائب الذي في يديه الدار ولا يوصل إليه لبعد البلاد ، رأيت أن يقضي لهم بحقوقهم . مالك
قلت : فهل يقيم القاضي وكيلا لهذا الغائب يقوم له بحجته ؟
قال : لا أحفظ في هذا شيئا ولا أعرف من قول أنه يستخلف للغائب ، ولكنه يقضي عليه ولا يستخلف له خليفة . مالك
قلت : وكذلك إن كان الذي في يديه الدار صبيا صغيرا ، فادعى رجل أن هذه الدار داره وأقام البينة ، هل يستخلف القاضي لهذا الصبي خليفة ؟
قال : ما علمت أن ولا أحدا من أهل مالكا المدينة ولا رأيته في شيء من مسائل أنه يستخلف له القاضي خليفة ولا أرى ذلك . مالك