ثم قال:
وكل ما اختلس أو يشم فالشكل نقط والتعري حكم
لما تكلم على الحركة الخالصة وعلى التنوين شرع في الكلام على الحركة غير الخالصة، وقسمها إلى ثلاثة أقسام: مختلسة ومشمة وممالة، وسيتكلم على القسم الثالث في البيتين بعد، وتكلم هنا على ضبط القسمين الأولين، فذكر أن كل ما اختلس من الحركات، أو أشم منها ففي ضبطه وجهان: أحدهما أن يجعل الشكل الدال عليه نقطا مدورا كنقط الإعجام؛ لئلا يلتبس بالحركة الخالصة، وإلى هذا الوجه أشار بقوله: "فالشكل نقط"، ويجعل هذا النقط بالحمراء، ويوضع في الاختلاس فوق الحرف إن كان مفتوحا كعين "تعدوا" وتحته إن كان مكسورا كعين:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58نعما ، وأما في الإشمام فسينص الناظم على أنه يوضع أمام الحرف، الوجه الثاني أن يعرى الحرف الذي اختلست حركته، أو أشمت من شكل الحركة الخالصة، ومن عوضها وهو النقط المدور، وإلى هذا الوجه أشار بقوله: "والتعري حكم" أي حكم آخر؛ يعني وجها ثانيا
[ ص: 258 ] في الضبط، والاختلاس عند القراء اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل، ويبقى الكثير ويكون في الحركات كلها، وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع في عين:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58نعما و:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154تعدوا وفي هاء:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142يهدي وخاء:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=49يخصمون تنبيها على أن أصلها السكون. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش فيها الحركة التامة، وضبطها على روايته ظاهر وكذا على رواية إسكانها لقالون، والمراد بالإشمام هنا النطق بحركة تامة مركبة من حركتين؛ ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم؛ وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر هذا هو الصحيح في معناه، وقد قرأ به
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع في سين:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=77سيء ، و:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27سيئت تنبيها على أن أصلها الضم، وإنما كانت الحركة المختلسة والمشمة غير خالصتين; لأن الأولى مشوبة بسكون، والثانية كسرة مشوبة بضمة، والوجه الأول في ضبط ما اختلس أو أشم هو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=12111الداني وبه جرى عملنا، والوجه الثاني هو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=11999أبي داود قال: لأن الإشمام والاختلاس لا يؤخذان من الخط بل بالمشافهة من الشيخ، فالتعرية تحمل على السؤال. اه. والأظهر اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=12111الداني إذ قد يظن الناظر أن التعري غفلة من الناقط، فيقرأه بحركة خالصة بخلاف ضبطه بغير ضبط سائر الحروف،
ثُمَّ قَالَ:
وَكُلُّ مَا اخْتُلِسَ أَوْ يُشَمُّ فَالشَّكْلُ نَقْطٌ وَالتَّعَرِّي حُكْمُ
لَمَّا تَكَلَّمَ عَلَى الْحَرَكَةِ الْخَالِصَةِ وَعَلَى التَّنْوِينِ شَرَعَ فِي الْكَلَامِ عَلَى الْحَرَكَةِ غَيْرِ الْخَالِصَةِ، وَقَسَّمَهَا إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: مُخْتَلَسَةٍ وَمُشَمَّةٍ وَمُمَالَةٍ، وَسَيَتَكَلَّمُ عَلَى الْقَسَمِ الثَّالِثِ فِي الْبَيْتَيْنِ بَعْدُ، وَتَكَلَّمَ هُنَا عَلَى ضَبْطِ الْقِسْمَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ، فَذَكَرَ أَنَّ كُلَّ مَا اخْتُلِسَ مِنَ الْحَرَكَاتِ، أَوْ أُشِمَّ مِنْهَا فَفِي ضَبْطِهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يُجْعَلَ الشَّكْلُ الدَّالُّ عَلَيْهِ نَقْطًا مُدَوَّرًا كَنَقْطِ الْإِعْجَامِ؛ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بِالْحَرَكَةِ الْخَالِصَةِ، وَإِلَى هَذَا الْوَجْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ: "فَالشَّكْلُ نَقْطٌ"، وَيُجْعَلُ هَذَا النَّقْطُ بِالْحَمْرَاءِ، وَيُوضَعُ فِي الِاخْتِلَاسِ فَوْقَ الْحَرْفِ إِنْ كَانَ مَفْتُوحًا كَعَيْنِ "تَعَدَّوْا" وَتَحْتَهُ إِنْ كَانَ مَكْسُورًا كَعَيْنِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58نِعِمَّا ، وَأَمَّا فِي الْإِشْمَامِ فَسَيَنُصُّ النَّاظِمُ عَلَى أَنَّهُ يُوضَعُ أَمَامَ الْحَرْفِ، الْوَجْهُ الثَّانِي أَنْ يُعَرَّى الْحَرْفُ الَّذِي اخْتُلِسَتْ حَرَكَتُهُ، أَوْ أُشِمَّتْ مِنْ شَكْلِ الْحَرَكَةِ الْخَالِصَةِ، وَمِنْ عِوَضِهَا وَهُوَ النَّقْطُ الْمُدَوَّرُ، وَإِلَى هَذَا الْوَجْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ: "وَالتَّعَرِّي حُكْمُ" أَيْ حُكْمٌ آخَرُ؛ يَعْنِي وَجْهًا ثَانِيًا
[ ص: 258 ] فِي الضَّبْطِ، وَالِاخْتِلَاسُ عِنْدَ الْقُرَّاءِ اخْتِطَافُ الْحَرَكَةِ بِسُرْعَةٍ حَتَّى يَذْهَبَ الْقَلِيلُ، وَيَبْقَى الْكَثِيرُ وَيَكُونُ فِي الْحَرَكَاتِ كُلِّهَا، وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ فِي عَيْنِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58نِعِمَّا وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154تَعْدُوا وَفِي هَاءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142يَهْدِي وَخَاءِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=49يَخِصِّمُونَ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ أَصْلَهَا السُّكُونُ. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٌ فِيهَا الْحَرَكَةَ التَّامَّةَ، وَضَبْطُهَا عَلَى رِوَايَتِهِ ظَاهِرٌ وَكَذَا عَلَى رِوَايَةِ إِسْكَانِهَا لِقَالُونَ، وَالْمُرَادُ بِالْإِشْمَامِ هُنَا النُّطْقُ بِحَرَكَةٍ تَامَّةٍ مُرَكَّبَةٍ مِنْ حَرَكَتَيْنِ؛ ضَمَّةٍ وَكَسْرَةٍ، وَجُزْءُ الضَّمَّةِ مُقَدَّمٌ؛ وَهُوَ الْأَقَلُّ، وَيَلِيهِ جُزْءُ الْكَسْرَةِ وَهُوَ الْأَكْثَرُ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي مَعْنَاهُ، وَقَدْ قَرَأَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ فِي سِينِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=77سِيءَ ، وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=27سِيئَتْ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ أَصْلَهَا الضَّمُّ، وَإِنَّمَا كَانَتِ الْحَرَكَةُ الْمُخْتَلَسَةُ وَالْمُشَمَّةُ غَيْرَ خَالِصَتَيْنِ; لِأَنَّ الْأَوْلَى مَشُوبَةٌ بِسُكُونٍ، وَالثَّانِيَةُ كَسْرَةٌ مَشُوبَةٌ بِضَمَّةٍ، وَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ فِي ضَبْطِ مَا اخْتُلِسَ أَوْ أُشِمَّ هُوَ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=12111الدَّانِيِّ وَبِهِ جَرَى عَمَلُنَا، وَالْوَجْهُ الثَّانِي هُوَ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=11999أَبِي دَاوُدَ قَالَ: لِأَنَّ الْإِشْمَامَ وَالِاخْتِلَاسَ لَا يُؤْخَذَانِ مِنَ الْخَطِّ بَلْ بِالْمُشَافَهَةِ مِنَ الشَّيْخِ، فَالتَّعْرِيَةُ تُحْمَلُ عَلَى السُّؤَالِ. اه. وَالْأَظْهَرُ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=12111الدَّانِيِّ إِذْ قَدْ يَظُنُّ النَّاظِرُ أَنَّ التَّعَرِّيَ غَفْلَةٌ مِنَ النَّاقِطِ، فَيَقْرَأَهُ بِحَرَكَةٍ خَالِصَةٍ بِخِلَافِ ضَبْطِهِ بِغَيْرِ ضَبْطِ سَائِرِ الْحُرُوفِ،