وحكم نون سكنت أن تلقي سكونها عند حروف الحلق
لما فرغ من أحكام التنوين أتبعه بالكلام على أحكام النون الساكنة لمشاركتها للتنوين في أكثر الأحكام، فأشار في هذا البيت إلى أن أن تلقي على النون أي: تضع عليها علامة السكون الآتية، إشارة إلى أن النون عند حروف الحلق مظهرة في اللفظ لبعد مخرجها من مخرجهن، كما أن تركيب التنوين عند حروف الحلق إشارة إلى ذلك على ما قدمناه، فتصوير السكون هنا بمنزلة التركيب في التنوين، ولا فرق في ذلك بين أن تكون [ ص: 254 ] النون مع حرف الحلق في كلمة واحدة، وبين أن يكونا في كلمتين نحو: "ينئون"، و: من آمن لقالون، وأما حكم النون الساكنة إذا لقيها أحد حروف الحلق الستة، فينقل حركة همزة:0 آمن0 إلى نون: من فمن أخذ بروايته يضبط النون في ذلك وما أشبهه بالحركة لا بالسكون، ونحو: منها ، و:0 من هاد0 ، و: أنعمت ، و:0 من عمل و: انحر و: ورش من حاد ، و: فسينغضون ، و: من غل ، و: المنخنقة ، و: من خفت ، وهذا الحكم في غير الغين والخاء متفق عليه، وفي الغين والخاء كذلك على المشهور، وأما على ما جاء شاذا عن من الإخفاء عندهما -وبه قرأ نافع من القراء العشرة- فحكم النون عندهما كحكمها عند حروف الإخفاء، وسيأتي إثر هذا البيت، وقوله: "تلقي" بضم التاء من ألقى، وهو منصوب ب: "أن" لكنه سكنه للوقف، و: "سكونها" مفعول "تلقي" على حذف مضاف إلى علامة سكونها، أبو جعفر