وقوله : وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ؛ الكلام في " ذرية " ؛ بضم الذال؛ ويجوز " ذرية " ؛ بكسر الذال؛ وقد قرئ بهما؛ إلا أن الضم أجود؛ وهي منسوبة إلى " الذر " ؛ وهي " فعلية " ؛ منه؛ ويجوز أن يكون أصلها " ذرورة " ؛ ولكن الراء أبدلت ياء؛ وأدغمت الواو فيها؛ فأما الكسر في الذال فلكسر الراء؛ كما قالوا في " عتي " : " عتي " ؛ و " ضعاف " ؛ جمع " ضعيف " ؛ و " ضعيفة " ؛ كما تقول : " ظريف " ؛ و " ظراف " ؛ و " خبيث " ؛ [ ص: 17 ] و " خباث " ؛ وإن قيل : " ضعفاء " ؛ جاز؛ تقول : " ضعيف " ؛ و " ضعفاء " .
قيل : ومعنى الآية أنهم كانوا يوصون بأموالهم على قدر أهوائهم؛ ويتركون ضعفة ذراريهم وأولادهم؛ فأمرهم الله - عز وجل - أن يوصوا لهم؛ وأن يجروا ذلك من سداد؛ وقيل : قيل لهم هذا بسبب اليتامى؛ فوعظوا في توليتهم اليتامى بأن يفعلوا كما يحبون أن يفعل بأولادهم من بعدهم؛ وكلا القولين جائز حسن؛ إلا أن " تسمية الفرائض " قد نسخ ذلك؛ بما جعل من الأقسام للأولاد؛ وذوي العصبة؛