وقوله: وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ؛ هذا جواب لقولهم: "ائت بقرآن غير هذا أو بدله"؛ وجواب لقولهم: "افتراه"؛ والمعنى: " وما كان هذا القرآن لأن يفترى من دون الله "؛ ويجوز أن يكون المعنى: "وما كان هذا القرآن افتراء"؛ كما تقول: "وما كان هذا الكلام كذبا"؛ ولكن تصديق الذي بين يديه
وفيه وجهان؛ أحدهما أن يكون تصديق الشيء الذي القرآن بين يديه؛ أي: الذي قبل سماعكم القرآن؛ أي: تصديق من أنباء الأمم السالفة؛ وأقاصيص أنبائهم؛ ويجوز أن يكون "ولكن تصديق الذي بين يدي القرآن"؛ أي: "تصديق الشيء الذي تقدمه القرآن"؛ أي: يدل على البعث؛ والنشور.
وقرئ: ولكن تصديق الذي بين يديه"؛ فمن نصب فإن المعنى: "ولكن كان تصديق الذي بين يديه"؛ ومن رفع فعلى "ولكن تصديق الذي هو بين يديه"؛ ومن رفع قال: "وتفصيل الكتاب".