42- شيخ شيوخنا
هو علي بن محمد بن علي بن هذيل الأستاذ أبو الحسن البلنسي ابن هذيل البلنسي " : إمام زاهد ثقة عالم قرأ الكثير على ولازمه مدة سنين لأنه كان زوج أمه فنشأ في حجره وسمع منه كتبا كثيرة وهو أجل أصحابه وأثبتهم ، صارت إليه أصول أبي داود العتيقة وأجاز له أبي داود أبو الحسن بن البياز وحازم بن محمد ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه .
قرأ عليه أبو القاسم الشاطبي ومحمد بن خلف البلنسي ومحمد بن سعيد المرادي ومحمد بن أيوب الغافقي ، وأحمد بن علي الحصار وابنه محمد بن علي بن هذيل وخلق غير هؤلاء .
قال الأبار: كان منقطع القرين في الفضل والدين والورع والزهد مع العدالة والتواضع والإعراض عن الدنيا والتقلل ، صواما كثير الصدقة، كانت له ضيعة يخرج لتفقدها فيصحبه الطلبة فمن قارئ وسامع وهو منشرح لذلك طويل الاحتمال على [ ص: 791 ] فرط ملازمتهم ليلا ونهارا ، أسن وعمر وهو آخر من حدث عن ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء عامة عمره لعلو روايته وإمامته في التجويد والإتقان . حدث عن جلة لا يحصون وروى العلم نحوا من ستين سنة . أبي داود
ولد سنة سبعين أو سنة إحدى وسبعين وأربعمائة وتوفي يوم الخميس سابع عشر من رجب سنة 564 هـ أربع وستين وخمسمائة للهجرة ، وصلى عليه من الغد وحضره السلطان أبو الحجاج يوسف بن سعد وتزاحم الناس على نعشه ، وأم الناس في الصلاة عليه أبو الحسن بن النعمة رحمه الله ورحمنا معه بفضله وكرمه آمين .
انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (573) تحت رقم 2339 ، وانظر ترجمته في نيل الابتهاج ص (199) وهي بنحو ما ذكر في غاية النهاية .