القول في تأويل قوله تعالى :
[75 - 76] الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور .
الله يصطفي أي : يختار : من الملائكة رسلا ومن الناس أي : فلا نكران لاصطفائه من البشر من شاء لرسالته . ولا وجه لقولهم : أأنـزل عليه الذكر من بيننا قال [ ص: 4381 ] أبو السعود : كأنه تعالى . لما قرر وحدانيته ، في الألوهية ، ونفى أن يشاركه فيها شيء من الأشياء بين أن له عبادا مصطفين للرسالة ، يتوسل بإجابتهم والاقتداء بهم ، إلى عبادته عز وجل . وتقدمه بنحوه : البيضاوي إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم أي : ما عملوه وما سيعملونه : وإلى الله ترجع الأمور أي : لأنه مالكها . فلا يسأل عما يفعل ، من الاصطفاء وغيره ، وهم يسألون .