القول في تأويل قوله تعالى:
[ 40 ] ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين [ 41 ] وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون [ 42 ] ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون
ومنهم من يؤمن به أي يصدق به في نفسه، ولكن يكابر بالتكذيب ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين
[ ص: 3353 ] وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون أي إن أصروا على تكذيبك، فتبرأ منهم، فقد أعذرت.
ثم أشار إلى أنهم ممن طبع على قلوبهم بقوله تعالى: ومنهم من يستمعون إليك أي إذا قرأت القرآن أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون أبرزهم في عدم انتفاعهم بسماعهم، لكونهم لا يعون ولا يقبلون، بصورة الصم المعتوهين: أي أتطمع أنك تقدر على إسماع الصم، ولو انضم إلى صممهم عدم عقولهم؟ لأن الأصم العاقل ربما تفرس واستدل إذا وقع في صماخه دوي الصوت، فإذا اجتمع سلب السمع والعقل فقد تم الأمر.