إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا
قوله تعالى: إنا أوحينا إليك قال : قال ابن عباس وسكين: يا عدي بن زيد ، محمد ما نعلم الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى ، فنزلت هذه الآية . وقد ذكرنا في (آل عمران معنى الوحي ، وذكر هنالك .
وإسحاق أعجمي ، وإن وافق لفظ العربي ، يقال: أسحقه الله يسحقه إسحاقا ، ويعقوب: أعجمي . فأما اليعقوب ، وهو ذكر الحجل وهي القبج فعربي ، كذلك قرأته [ ص: 255 ] على شيخنا أبي منصور اللغوي ، وأيوب: أعجمي ، ويونس: اسم أعجمي . قال يقال: يونس ، ويونس بضم النون وكسرها ، وحكى أبو عبيدة: عن أبو زيد الأنصاري العرب همزة مع الكسرة والضمة والفتحة . وقال يونس بضم النون من غير همز لغة أهل الفراء: الحجاز ، وبعض بني أسد يقول: يؤنس بالهمز ، وبعض بني عقيل يقول: يونس بفتح النون من غير همز . والمشهور في القراءة يونس برفع النون من غير همز . وقد قرأ ابن مسعود ، وقتادة ، ويحيى بن يعمر ، وطلحة: يؤنس بكسر النون مهموزا . قرأ أبو الجوزاء ، وأبو عمران ، والجحدري: يونس بفتح النون من غير همز . وقرأ يؤنس بفتح النون مهموزا . وقرأ أبو المتوكل: أبو السماك العدوي: يونس بكسر النون من غير همز . وقرأ برفع النون مهموزا . وهارون: اسم أعجمي ، وباقي الأنبياء قد تقدم ذكرهم . فأما الزبور ، فأكثر القراء على فتح الزاي ، وقرأ عمرو بن دينار: أبو رزين ، وأبو رجاء ، والأعمش بضم الزاي . قال وحمزة: : فمن فتح الزاي ، أراد كتابا ، ومن ضم ، أراد كتبا . ومعنى ذكر الزجاج "داود" أي: لا تنكروا تفضيل محمد بالقرآن ، فقد أعطى الله داود الزبور . وقال أبو علي: كأن جعل كتاب حمزة داود أنحاء ، وجعل كل نحو زبرا ، ثم جمع . فقال: زبورا . وقال الزبور فعول بمعنى: مفعول ، كما تقول: حلوب وركوب بمعنى: محلوب ومركوب ، وهو من قولك: زبرت الكتاب أزبره زبرا: إذا كتبته ، قال: وفيه لغة أخرى الزبور بضم الزاي . كأنه جمع . ابن قتيبة: