إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون
قوله تعالى : " إليه مرجعكم جميعا " أي : مصيركم يوم القيامة " وعد الله حقا " قال : " وعد الله " منصوب على معنى : وعدكم الله وعدا ، لأن قوله : " إليه مرجعكم " معناه : الوعد بالرجوع ، و " حقا " منصوب على : أحق ذلك حقا . الزجاج
قوله تعالى : " إنه يبدأ الخلق " قرأه الأكثرون بكسر الألف . وقرأت [ ص: 8 ] ، عائشة وأبو رزين ، ، وعكرمة ، وأبو العالية : بفتحها . قال والأعمش : من كسر ، فعلى الاستئناف ، ومن فتح ، فالمعنى : إليه مرجعكم ، لأنه يبدأ الخلق . قال الزجاج : يبدأ الخلق ولم يكن شيئا ثم يعيده بعد الموت . وأما القسط ، فهو العدل . مقاتل
فإن قيل : كيف خص جزاء المؤمنين بالعدل ، وهو في جزاء الكافرين عادل أيضا ؟
فالجواب : أنه لو جمع الفريقين في القسط ، لم يتبين في حال اجتماعهما ما يقع بالكافرين من العذاب الأليم والشرب من الحميم ، ففصلهم من المؤمنين ليبين ما يجزيهم به مما هو عدل أيضا ، ذكره . فأما الحميم ، فهو الماء الحار . وقال ابن الأنباري كل حار فهو حميم . أبو عبيدة :