فأمه أي التي تؤويه وتضمه إليها كما يقال للأرض: أم - لأنها تقصد لذلك، ويسكن إليها كما يسكن إلى الأم، وكذا المسكن، وهو يفهم أنه مخلوق منها غلب عليه طبع الشيطان لكون العنصر الناري أكثر أجزائه، وعظمها بالتنكير والتعبير بالوصف المعلم بأنه لا قرار لها فقال: هاوية أي نار نازلة سافلة جدا فهو بحيث لا يزال يهوي فيها نازلا وهو في عيشة ساخطة، فالآية من الاحتباك، ذكر العيشة أولا دليلا على حذفها ثانيا، وذكر [ ص: 224 ] الأم ثانيا دليلا على حذفها أولا.