وأشار إلى اختلافهم فيه بقوله: وجعلنا منهم أي من أنبيائهم وأحبارهم بعظمتنا، مع ما في طبع الإنسان من اتباع الهوى أئمة يهدون أي يوقعون البيان ويعملون على حسبه بأمرنا أي بما أنزلنا فيه من الأوامر; ثم ذكر علة جعله ذلك لهم بقوله: لما صبروا أي بسبب صبرهم ولأجله - على قراءة حمزة بالكسر والتخفيف - أو حين صبرهم على قبول أوامرنا على قراءة الباقين بالفتح والتشديد، وإن كان الصبر أيضا إنما هو بتوفيق الله لهم والكسائي وكانوا بآياتنا لما لها من العظمة يوقنون لا يرتابون في شيء منها ولا يفعلون فعل الشاك فيه الإعراض، وكان ذلك [لهم] جبلة جبلناهم عليها.