ولما كان كأنه قيل: فأي شيء يكون هذه المشكاة؟ قال شافيا على هذا السؤال: في بيوت أي في جدران بيوت، فجمع دلالة على أن المراد بالمشكاة الجنس لا الواحد، وفي وحدتها ووحدة آلات النور إشارة إلى عزته جدا أذن الله أي مكن بجلاله فأباح وندب وأوجب أن ترفع حسا في البناء، ومعنى بإخلاصها للعمل الصالح، من كل رافع أذن له سبحانه في ذلك، فعلى المرء إذا دخلها أن يتحصن من العدو بما رواه عن أبو داود رضي الله عنهما عبد الله بن عمرو عقبة بن مسلم : فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: "أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم" قال
[ ص: 278 ] ويذكر من كل ذاكر أذن له سبحانه فيها اسمه أي ذكرا صافيا عن شوب، وخالصا عن غش يسبح أي يصلي وينزه له أي خاصة فيها بالغدو أي الإبكار، بصلاة الصبح والآصال أي العشيات، ببقية الصلوات، فيفتحون أعمالهم ويختمونها بذكره ليحفظوا فيما بين ذلك ويبارك لهم فيما يتقلبون فيه، وجمع الأصيل لتحقق أن المراد الظهر والعصر والمغرب والعشاء; قال : لأن اسم الأصيل يجمعها. البغوي