ولما أقام الدليل على كذبهم بالأدلة على عظمته، وتعاليه عن كل ما يقول الظالمون، وبين لهم الأمر غاية البيان بعد أن هددهم بمثل قوله وما يشعرون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب ونحوه من مثل ما أنزله بالماضين، وأحله بالمكذبين، وكان من المعلوم أنه ليس بعد الإعذار إلا إيقاع القضاء وإنزال البلاء، وكان من الممكن أن يعم سبحانه الظالم وغيره بعذابه لأنه لا يسأل عما يفعل، أمره أن يتعوذ من ذلك إظهارا لعظمة الربوبية وذل العبودية فقال قل رب أي أيها المحسن إلي، وأكد إظهارا لعظمة المدعو به وإعلاما بما للنبي صلى الله عليه وسلم من مزيد الشفقة على أمته مؤمنهم وكافرهم إما تريني أي إن كان ولا بد من أن تريني قبل موتي ما يوعدون