[ ص: 105 ] سورة المؤمنون
مقصودها اختصاص المؤمنين بالفلاح، واسمها واضح الدلالة على ذلك ( بسم الله ) الذي له الأمر كله، فلا راد لأمره ( الرحمن ) الذي من عموم رحمته الإبلاغ في البيان (الرحيم) الذي خص من أراد بالإيمان.
لما ختمت الحج بنداء الذين آمنوا وأمرهم بأمور الدين خاصة وعامة، وختم بالصلاة والزكاة والعصمة به سبحانه موصوفا بما ذكر، أوجب ذلك توقع المنادين كل خير، فابتدأت هذه بما يثمر الاعتصام به سبحانه في الصلاة وغيرها من خلال الدين في الدارين، فقال تعالى مفتتحا بحرف التوقع قد وهي نقيضة لما تثبت المتوقع وتقرب الماضي من الحال ولما تنفيه أفلح أي فاز وظفر الآن بكل ما يريد، ونال البقاء الدائم في الخير المؤمنون وعبر بالاسم إشارة إلى أن من أقر بالإيمان وعمل بما أمر به في آخر التي قبلها، استحق الوصف الثابت لأنه اتقى وأنفق مما رزق فأفلح " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .