ولما وصف نفسه سبحانه بما ليس لغيره فبان بذلك نقير ما سواه بفعله علله بقوله: ذلك أي الاتصاف بتمام القدرة وشمول العلم بأن الله الحاوي لصفات الكمال، القادر على إخراج المعدوم [ ص: 81 ] وتجديد ما فات، من نشر الأموات وغيره هو وحده الحق أي الواجب الوجود وأن ما يدعون أي دعاء عبادة وهم لا يسمعون.
ولما كان قال محقرا لهم: سبحانه فوق كل شيء بقهره وسلطانه، من دونه أي من هذه الأصنام وغيرها، ولم يتقدم هنا من الدليل على بطلان الأوثان مثل ما ذكره في لقمان الداعي الحال إلى التأكيد بضمير الفصل فقال: هو الباطل لأنه ممكن وجوده وعدمه، فليس له من ذاته إلا العدم كغيره من الممكنات وأن الله لكونه هو الحق الذي لا كفؤ له هو وحده العلي الكبير وكل ما سواه سافل حقير، تحت قهره وأمره، فهو يحيي الموتى كما تقدم أول السورة.