ولا يزال الذين كفروا أي وجد منهم الكفر وطبعوا عليه في مرية أي شك يطلبون السكون إليه منه أي من أجل إلقاء الشيطان وما ألقاه، أو مبتدإ منه حتى تأتيهم الساعة أي الموت أو القيامة بغتة أي فجأة بموتهم حتف الأنف أو يأتيهم عذاب يوم عقيم يقتل فيه جميع أبنائهم منهم ولا يكون لهم فيه شيء مما يترجونه من نصر أو غيره كما سعوا بجدلهم وإلقاء الضلالات في إعقام الآيات، فإذا انكشف لهم الغطاء بالساعة أو العذاب الموصل إلى حد الغرغرة آمنوا دأب البهائم التي لا ترى إلا الجزئيات، فلم ينفعهم ذلك لفوات شرطه، وقد زالت بحمد الله عن هذه الآية - بما قررته الشكوك، وانفضحت مخيلات الشبه، وانقمعت مضلات الفتن، من قصة الغرانيق وما شاكلها مما يتعالى عنه ذلك الجناب الرفيع، والحمى العظيم المنيع، ولم يصح شيء من ذلك كما صرح به الحافظ عماد الدين ابن كثير وغيره كيف وقد منع الشيطان من مثاله صلى الله عليه وسلم في المنام، [ ص: 75 ] كما قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن رضي الله عنه أبي هريرة وقد تولى الله سبحانه حفظ الذكر الحكيم بحراسة السماوات وغيرها "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي" إنا نحن نـزلنا الذكر وإنا له لحافظون إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم