ولما كان من آيات الأولين التي طلبوها العذاب بأنواع الهول، وكانوا هم أيضا قد طلبوا ذلك واستعجلوا به عجل لنا قطنا ونحو ذلك، وكان الذي جرأهم على هذا حلم الله عنهم بإمهاله لهم، قال معللا لذلك: خلق وبناه للمفعول لأن المقصود بيان ما جبل عليه والخالق معروف الإنسان أي هذا النوع.
ولما كان مطبوعا على العجلة قال: من عجل فلذا يكفر، لأنه إذا خولف بادر إلى الانتقام عند القدرة فظن بجهله أن خالقه كذلك، وأن التأخير ما هو إلا عن عجز أو عن رضى; ثم قال تعالى مهددا [ ص: 421 ] للمكذبين: سأريكم حقا آياتي القاصمة والعاصمة، بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن عندكم من أتباعه المستضعفين وخلافتهم بين أيديكم وجعلهم شجا في حلوقكم حتى يتلاشى ما أنتم عليه وغير ذلك من العظائم فلا تستعجلون أي تطلبوا أن أوجد العجلة بالعذاب أو غيره، فإني منزه عن العجلة [التي هي من جملة نقائصكم.