وسلام [أي -] أي سلام عليه منا يوم ولد من كل سوء يلحق بالولادة وما بعدها في شيء من أمر الدين ويوم يموت من كرب الموت وما بعده، ولعله نكر السلام لأنه قتل فما سلم بدنه بخلاف ما يأتي في عيسى عليه الصلاة والسلام ويوم يبعث من كل ما يخاف بعد ذلك حيا حياة هي الحياة للانتفاع بها، إجابة لدعوة أبيه في أن يكون رضيا، وخص هذه الأوقات لأن من سلم فيها سلم في غيرها لأنها أصعب منه; أخرج عن الطبراني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هريرة آدم يلقى [الله -] يوم القيامة بذنب وقد يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا عليهما السلام فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين، وأهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال: ذكره مثل هذه القذاة كل بني
قال الهيثمي: وفيه حجاج بن سليمان الرعيني وثقه [وغيره وضعفه ابن حبان وغيره، وبقية رجاله ثقات -]، وأخرجه أيضا عن أبو زرعة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، لكن ليس فيه [ ص: 181 ] ذكر الذكر، ولفظ وابن عباس رضي الله عنهما: كنت في حلقة [في -] المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء - فذكره حتى قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عباس يحيى بن زكريا، قلنا: يا رسول الله! وكيف ذاك؟ قال: ألم تسمعوا الله كيف نعته في القرآن؟ يا يحيى خذ الكتاب - إلى قوله: [حيا -]، مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين لم يعمل سيئة ولم يهم بها. ورواه أيضا "ما ينبغي أن يكون أحد خيرا من وفيه البزار علي بن زيد بن جدعان ضعفه الجمهور - وقد [وثق -]، وبقية رجاله ثقات. وأشار سبحانه بالتنقل في هذه الأطوار إلى موضع الرد على من ادعى لله ولدا من حيث إن ذلك قاض على الولد نفسه وعلى أبيه بالحاجة، وذلك مانع لكل من الولد والوالد من الصلاحية لمرتبة الإلهية المنزهة عن الحاجة، وقد مضى في آل عمران ما تجب مراجعته.