قال كذلك أي الأمر; ثم علله بقوله: قال ربك [أي -] الذي عودك بالإحسان، [وذكر مقول القول فقال -]: هو أي خلق يحيى منكما على هذه الحالة علي أي خاصة هين لا فرق عندي بينه وبين غيره وقد خلقتك أي قدرتك وصورتك [وأوجدتك -].
ولما كان القصد تشبيه حاله بالإتيان منه بولد على ضعف السبب بتقديره من النطفة على ضعف سببيتها [لكونها -] تارة تثمر وتارة لا، وهو الأغلب، أتى بالجار إشارة إلى ذلك فقال: من قبل [أي قبل -] هذا الزمان ولم أي والحال أنك لم. ولما كان عليه السلام شديد التشوف لما يلقى عليه من المعنى في هذه البشرى، أوجز له حتى بحذف النون [وليثبت أنه ليس له من ذاته إلا العدم المحض، وينفي أن يكون له من ذاته وجود ولو على أقل درجات الكون لاقتضاء حاله في هذا التعجب لتذكيره في ذلك فقال -]: تك شيئا [ ص: 177 ] أي [يعتد به -]، ثم أبرزتك على ما أنت عليه حين أردت، فتحقق بهذا أنه من امرأته هذه العاقر في حال كونهما شيخين،