ولما كان الشجر قد يكون فاسدا من جهة أرضه، نفى ذلك بقوله تعالى; جوابا لمن كأنه قال: ما حال أرضهما المنتج لزكاء ثمرهما؟ : [ ص: 58 ] كلتا أي كل واحدة من الجنتين المذكورتين آتت أكلها أي ما يطلب منها ويؤكل من ثمر وحب، كاملا غير منسوب شيء منهما إلى نقص ولا رداءة، وهو معنى: ولم تظلم أي تنقص حسا ولا معنى كمن يضع الشيء في غير موضعه منه شيئا
ولما كان الشجر ربما أضر بدوامه قلة السقي قال تعالى: وفجرنا أي تفجيرا يناسب عظمتنا خلالهما نهرا أي يمتد فيتشعب فيكون كالأنهار لتدوم طراوة الأرض ويستغنى عن المطر عند القحط;