ثم بين خيريته؛ وكثرته؛ بقوله (تعالى) - على سبيل التعليل -: ما عندكم ؛ أي: من أعراض الدنيا؛ وهو الذي تتعاطونه بطباعكم؛ ينفد ؛ أي: يفنى؛ فصاحبه منغص العيش؛ أشد ما يكون به؛ اغتباطا بانقطاعه؛ أو بتجويز انقطاعه؛ إن كان في عداد من يعلم؛ وما عند الله ؛ أي: الذي [ ص: 248 ] له الأمر كله؛ من الثواب؛ باق ؛ فليؤتينكم منه إن ثبتم على عهده; ثم لوح بما في ذلك من المشقة؛ عطفا على هذا المقدر؛ فقال (تعالى) - مؤكدا لأجل تكذيب المكذبين -: ولنجزين ؛ أي: "الله" - على قراءة الجماعة؛ بالياء - و"نحن" - على قراءة ابن كثير؛ بالنون؛ التفاتا إلى التكلم؛ للتعظيم -؛ وعاصم؛ الذين صبروا ؛ على الوفاء بما يرضيه من الأوامر؛ والنواهي؛ أجرهم ؛ ولما كان كرماء الملوك يوفون الأجور بحسب الأعمال؛ من الأحسن؛ وما دونه؛ أخبر بأنه يعمد إلى الأحسن؛ فيرفع الكل إليه؛ ويسوي الأدون به؛ فقال: بأحسن ما كانوا ؛ أي: كونا هو جبلة لهم؛ يعملون