ولما تم الدليل على تمام القدرة؛ وشمول العلم؛ ثبت قطعا إحياء الموتى؛ لانتفاء المانع من جهة القدرة؛ واقتضاء الحكمة له من جهة العلم؛ للعدل بين العباد بالمقابلة على الصلاح؛ والفساد؛ فقال (تعالى) - مؤكدا لإنكارهم -: وإن ربك ؛ أي: المحسن إليك بالانتقام لك ممن يعاديك؛ وإقرار عينك من مخالفيك؛ هو ؛ أي: وحده؛ يحشرهم ؛ أي: يجمعهم إلى أرض القيامة بعد إعادتهم; قال وأصله جمع الحيوان إلى [ ص: 42 ] مكان; ثم علل ذلك؛ فقال - مؤكدا لأجل اعتقادهم ما يستلزم الإنكار -: الرماني: إنه حكيم ؛ أي: يفعل الأشياء في أتم مواضعها؛ بحيث لا يقدر أحد على نقضها؛ عليم ؛ بالغ العلم؛ فلا يخفى عليه شيء؛ وهو يريد أن ترى حكمته بكشف الغطاء؛ عند تمييز أهل السعادة؛ والشقاء; و"الحكمة": العلم الذي يصرف عما لا ينبغي؛ وأصلها المنع.