ولما أخبر أن الفسق ديدنهم، أكده بقوله عطفا على: إذ يعدون وإذ أي: واسألهم عن خبرهم حين قالت أمة منهم أي: جماعة ممن يعتبر ويقصد من الواعظين الصالحين الذين وعظوا حتى أيسوا لأمة أخرى منهم لا يقلعون عن الوعظ تخويفا للموعوظين بما يتجاوزون به لم تعظون قوما أي: معتمدين على قوتهم الله أي: الذي له الملك كله مهلكهم أي: لا محالة لأنهم لا ينتهون عن الفساد ولا يتعظون بالمواعظ أو معذبهم عذابا شديدا أي: بعظيم ما يرتكبونه وتماديهم فيه قالوا أي: الأمة الأخرى من الواعظين: وعظنا معذرة إلى ربكم أي: المحسن إليكم بالحفظ عما وقعوا فيه من الذنب والإقبال على الوعظ حتى إذا سئلنا عن أمرنا في عصيانهم نقول: فعلنا في أمرهم جهدنا، هذا إن لم يرجعوا ولعلهم يتقون أي: وليكون حالهم حال من يرجى خوفه لله فيرجع عن غيه.