أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ذلك [ ص: 1544 ] بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب
يقول تعالى: أولم يسيروا في الأرض أي: بقلوبهم وأبدانهم سير نظر واعتبار، وتفكر في الآثار، فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم من المكذبين، فسيجدونها شر العواقب، عاقبة الهلاك والدمار والخزي والفضيحة، وقد كانوا أشد قوة من هؤلاء في العدد والعدد وكبر الأجسام. ( و ) أشد " آثارا في الأرض " من البناء والغرس، وقوة الآثار تدل على قوة المؤثر فيها وعلى تمنعه بها. فأخذهم الله بعقوبته بذنوبهم حين أصروا واستمروا عليها.
إنه قوي شديد العقاب فلم تغن قوتهم عند قوة الله شيئا، بل من أعظم الأمم قوة، قوم عاد الذين قالوا: من أشد منا قوة أرسل الله إليهم ريحا أضعفت قواهم، ودمرتهم كل تدمير.
ثم ذكر نموذجا من أحوال المكذبين بالرسل وهو فرعون وجنوده فقال: