أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم
وهمزة الاستفهام في قوله تعالى : أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه لإنكار الواقع واستبعاده لا لإنكار الوقوع ، وفيه تعجيب من إصرارهم ، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام ; أي : ألا ينتهون عن تلك العقائد الزائغة ، والأقاويل الباطلة ، فلا يتوبون إلى الله تعالى ويستغفرونه بالتوحيد ، والتنزيه عما نسبوه إليه من الاتحاد والحلول ، فمدار الإنكار والتعجيب عدم الانتهاء وعدم التوبة معا ، أو أيسمعون هذه الشهادات المكررة والتشديدات المقررة ، فلا يتوبون عقيب ذلك ، فمدارهما عدم التوبة عقيب تحقق ما يوجبها من سماع تلك القوارع الهائلة .
وقوله عز وجل : والله غفور رحيم جملة حالية من فاعل " يستغفرونه " ، مؤكدة للإنكار والتعجيب من إصرارهم على الكفر ، وعدم مسارعتهم إلى الاستغفار ; أي : والحال أنه تعالى مبالغ في المغفرة ، فيغفر لهم عند استغفارهم ويمنحهم من فضله .