[ ص: 107 ] 80 سورة عبس
سورة عبس مكية، وآياتها اثنان وأربعون
بسم الله الرحمن الرحيم
عبس وتولى أن جاءه الأعمى
عبس وتولى أن جاءه الأعمى روي أن واسمه ابن أم مكتوم عبد الله بن شريح بن مالك بن أبي ربيعة الفهري، وأم مكتوم اسم أم أبيه، "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال له: يا رسول الله; أقرئني وعلمني مما علمك الله تعالى، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله عليه الصلاة والسلام بالقوم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس و أعرض عنه؛ فنزلت " ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه، ويقول إذا رآه: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين، وقرئ: (عبس) بالتشديد للمبالغة، و"أن جاءه" علة لـ"تولى"، أو (عبس) على اختلاف الرأيين، أي: لأن جاءه الأعمى، والتعرض لعنوان عماه إما لتمهيد عذره في الإقدام على قطع كلامه عليه الصلاة والسلام بالقوم والإيذان باستحقاقه بالرفق والرأفة وإما لزيادة الإنكار، كأنه قيل: تولى لكونه أعمى، كما أن الألتفات في قوله تعالى: