خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم
خذ من أموالهم صدقة روي : أنهم لما أطلقوا قالوا يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا فتصدق بها وطهرنا فقال : « ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا » فنزلت . تطهرهم من الذنوب أو حب المال المؤدي بهم إلى مثله . وقرئ « تطهرهم » من أطهره بمعنى طهره و « تطهرهم » بالجزم جوابا للأمر . وتزكيهم بها وتنمي بها حسناتهم وترفعهم إلى منازل المخلصين . وصل عليهم واعطف عليهم بالدعاء والاستغفار لهم .
إن صلاتك سكن لهم تسكن إليها نفوسهم وتطمئن بها قلوبهم ، وجمعها لتعدد المدعو لهم وقرأ حمزة والكسائي وحفص بالتوحيد . والله سميع باعترافهم . عليم بندامتهم .
ألم يعلموا الضمير إما للمتوب عليهم والمراد أن يمكن في قلوبهم قبول توبتهم والاعتداد بصدقاتهم ، أو لغيرهم والمراد به التحضيض عليهما . أن الله هو يقبل التوبة عن عباده إذا صحت وتعديته بـ عن لتضمنه معنى التجاوز . ويأخذ الصدقات يقبلها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله . وأن الله هو التواب الرحيم وأن من شأنه قبول توبة التائبين والتفضل عليهم .