وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين
وإذ أنجيناكم من آل فرعون واذكروا صنيعه معكم في هذا الوقت . وقرأ « أنجاكم » . ابن عامر
يسومونكم سوء العذاب استئناف لبيان ما أنجاهم منه ، أو حال من المخاطبين ، أو من آل فرعون أو منهما .
[ ص: 33 ] يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم بدل منه مبين . وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم وفي الإنجاء أو العذاب نعمة أو محنة عظيمة .
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ذا القعدة ، وقرأ أبو عمرو « ووعدنا » . ويعقوب وأتممناها بعشر من ذي الحجة . فتم ميقات ربه أربعين ليلة بالغا أربعين .
روي : أنه عليه السلام وعد بني إسرائيل بمصر أن يأتيهم بعد مهلك فرعون بكتاب من الله فيه بيان ما يأتون وما يذرون ، فلما هلك فرعون سأل ربه فأمره الله بصوم ثلاثين ، فلما أتم أنكر خلوف فيه فتسوك ، فقالت الملائكة كنا نشم منك رائحة المسك فأفسدته بالسواك ، فأمره الله تعالى أن يزيد عليها عشرا .
وقيل أمره بأن يتخلى ثلاثين بالصوم والعبادة ثم أنزل عليه التوراة في العشر وكلمه فيها . وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي كن خليفتي فيهم . وأصلح ما يجب أن يصلح من أمورهم أو كن مصلحا . ولا تتبع سبيل المفسدين ولا تتبع من سلك الإفساد ولا تطع من دعاك إليه .