قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون
قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر من شدائدهما، استعيرت الظلمة للشدة لمشاركتهما في الهول وإبطال الإبصار فقيل لليوم الشديد يوم مظلم ويوم ذو كواكب، أو من الخسف في البر والغرق في البحر.
وقرأ ينجيكم بالتخفيف والمعنى واحد. يعقوب تدعونه تضرعا وخفية معلنين ومسرين، أو إعلانا وإسرارا وقرأ هنا وفي «الأعراف» وخفية بالكسر وقرئ «خيفة» . أبو بكر لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين على إرادة القول أي تقولون لئن أنجيتنا. وقرأ الكوفيون «لئن أنجانا» ليوافق قوله تدعونه وهذه إشارة إلى الظلمة.
قل الله ينجيكم منها شدده الكوفيون وخففه الباقون. وهشام ومن كل كرب غم سواها. ثم أنتم تشركون تعودون إلى الشرك ولا توفون بالعهد، وإنما وضع تشركون موضع لا تشكرون تنبيها على أن من أشرك في عبادة الله سبحانه وتعالى فكأنه لم يعبده رأسا.