فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا
فكيف أي فكيف حال هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى وغيرهم؟ إذا جئنا من كل أمة بشهيد يعني نبيهم يشهد على فساد عقائدهم وقبح أعمالهم، والعامل في الظرف مضمون المبتدأ والخبر من هول الأمر وتعظيم الشأن. وجئنا بك يا محمد. على هؤلاء شهيدا تشهد على صدق هؤلاء الشهداء لعلمك بعقائدهم، واستجماع شرعك مجامع قواعدهم. وقيل هؤلاء إشارة إلى الكفرة المستفهم عن حالهم. وقيل إلى المؤمنين كقوله تعالى: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا
يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض بيان لحالهم حينئذ، أي يود الذين جمعوا بين الكفر وعصيان الأمر، أو الكفرة والعصاة في ذلك الوقت أن يدفنوا فتسوى بهم الأرض كالموتى، أو لم يبعثوا أو لم يخلقوا وكانوا هم والأرض سواء. ولا يكتمون الله حديثا ولا يقدرون على كتمانه لأن جوارحهم تشهد عليهم. وقيل الواو للحال أي يودون أن تسوى بهم الأرض وحالهم أنهم لا يكتمون من الله حديثا ولا يكذبونه بقولهم والله ربنا ما كنا مشركين إذ روي: أنهم إذا قالوا ذلك ختم الله على أفواههم فتشهد عليهم جوارحهم، فيشتد الأمر عليهم فيتمنون أن تسوى بهم الأرض.
وقرأ نافع تسوى بهم على أن أصله تتسوى فأدغمت التاء في السين. وقرأ وابن عامر حمزة تسوى على حذف التاء الثانية يقال سويته فتسوى. والكسائي