والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا
والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس عطف على الذين يبخلون، أو الكافرين. وإنما شاركهم في الذم والوعيد لأن البخل والسرف الذي هو الإنفاق لا على من ينبغي من حيث إنهما طرفا إفراط وتفريط سواء في القبح واستجلاب الذم، أو مبتدأ خبره محذوف مدلول عليه بقوله: ومن يكن الشيطان له قرينا. ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ليتحروا بالإنفاق مراضيه وثوابه وهم مشركو مكة. وقيل هم المنافقون. ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا تنبيه على أن الشيطان قرنهم فحملهم على ذلك وزينه لهم كقوله تعالى: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين. والمراد إبليس وأعوانه الداخلة والخارجة، ويجوز أن يكون وعيدا لهم بأن يقرن بهم الشيطان في النار.