ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم
ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر يقعون فيه سريعا حرصا عليه، وهم المنافقون من المتخلفين، أو قوم ارتدوا عن الإسلام. والمعنى لا يحزنك خوف أن يضروك ويعينوا عليك لقوله: إنهم لن يضروا الله شيئا أي لن يضروا أولياء الله شيئا بمسارعتهم في الكفر، وإنما يضرون بها أنفسهم. وشيئا يحتمل المفعول والمصدر وقرأ يحزنك بضم الياء وكسر الزاي حيث وقع ما خلا قوله في الأنبياء لا يحزنهم الفزع الأكبر، فإنه فتح الياء وضم الزاي فيه والباقون كذلك في الكل. نافع يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة نصيبا من الثواب في الآخرة، وهو يدل على تمادي طغيانهم وموتهم على الكفر، وفي ذكر الإرادة إشعار بأن كفرهم بلغ الغاية حتى أراد أرحم الراحمين أن لا يكون لهم حظ من رحمته، وإن مسارعتهم في الكفر لأنه تعالى لم يرد أن يكون لهم حظ في الآخرة. ولهم عذاب عظيم مع الحرمان عن الثواب.
إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم تكرير للتأكيد، أو تعميم للكفرة بعد تخصيص من نافق من المتخلفين، أو ارتد من العرب.