يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير
يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا يعني المنافقين. وقالوا لإخوانهم لأجلهم وفيهم، [ ص: 45 ]
ومعنى إخوتهم اتفاقهم في النسب أو المذهب إذا ضربوا في الأرض إذا سافروا فيها وأبعدوا للتجارة أو غيرها، وكان حقه إذ لقوله قالوا لكنه جاء على حكاية الحال الماضية أو كانوا غزى جمع غاز كعاف وعفى. لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا مفعول قالوا وهو يدل على أن إخوانهم لم يكونوا مخاطبين به.
ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم متعلق ب قالوا على أن اللام لام العاقبة مثلها في ليكون لهم عدوا وحزنا، أو لا تكونوا أي لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول والاعتقاد ليجعله حسرة في قلوبهم خاصة، فذلك إشارة إلى ما دل عليه قولهم من الاعتقاد. وقيل إلى ما دل عليه النهي أي لا تكونوا مثلهم ليجعل الله انتفاء كونكم مثلهم حسرة في قلوبهم، فإن مخالفتهم ومضادتهم مما يغمهم. والله يحيي ويميت ردا لقولهم أي هو المؤثر في الحياة والممات لا الإقامة والسفر فإنه تعالى قد يحيي المسافر والغازي ويميت المقيم والقاعد. والله بما تعملون بصير تهديد للمؤمنين على أن يماثلوهم. وقرأ ابن كثير وحمزة بالياء على أنه وعيد للذين كفروا. والكسائي