فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين
فاصبر لحكم ربك وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم. ولا تكن كصاحب الحوت يونس عليه السلام. إذ نادى في بطن الحوت. وهو مكظوم مملوء غيظا من الضجرة فتبتلى ببلائه.
لولا أن تداركه نعمة من ربه يعني التوفيق للتوبة وقبولها وحسن تذكير الفعل للفصل، وقرئ «تداركته» و «تداركه» أي تتداركه على حكاية الحال الماضية بمعنى لولا أن كان يقال فيه تتداركه. لنبذ بالعراء بالأرض الخالية عن الأشجار. وهو مذموم مليم مطرود عن الرحمة والكرامة. وهو حال يعتمد عليها الجواب لأنها المنفية دون النبذ.
فاجتباه ربه بأن رد الوحي إليه، أو استنبأه إن صح أنه لم يكن نبيا قبل هذه الواقعة. فجعله من الصالحين من الكاملين في الصلاح بأن عصمه من أن يفعل ما تركه أولى، وفيه دليل على [ ص: 238 ] والآية نزلت حين هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو على خلق الأفعال ثقيف، وقيل: بأحد حين حل به ما حل فأراد أن يدعو على المنهزمين.